إعلان الرئيسية

الصفحة الرئيسية عن التجريب العربي في الهايكو: محمد بنفارس

عن التجريب العربي في الهايكو: محمد بنفارس

حجم الخط

 

هايكو العالم 
H W

عن التجريب العربي في الهايكو

 

إن إبداء ملاحظة لغوية أو فنية على نص منشور مسألة لا اعتراض عليها شريطة الالتزام بالأعراف الأدبية والاحترام وتجنب التجريح.

يحدث أحيانا أن يقترح الواحد ملاحظات على نص نشره على منصة عمومية معدة للتبادل والنقاش وإبداء الرأي.

فيرفض صاحب النص، أحيانا بأدب وأحيانا أخرى لا، تلك الملاحظات (رغم وجاهتها في غالب الأحيان) متعللا بأنه بصدد نقلة تجريبية دون أن يقدم إشارة واحدة عن الخطوة التجريبية التي يدعيها.

إن الحديث عن عمل تجريبي في الهايكو يقتضي، على الأقل، ثلاثة ركائز:

1.      1/ هضم التجارب السابقة والتمييز بينها ورصد تطورها والإنتاج فيها،

2.      2/ لا يجوز الحديث عن فعل تجريبي من خلال نص أو بضعة نصوص هنا وهناك لا تتوفر على ميزة أو سمة خاصة، بل

قد تكون معاقة من حيث سلامة اللغة والبنية بل وحتى على مستوى مكان وضع الترقيم، ناهيك عن روح الهايكو أو شيئا قريبا من هذه الفلسفة.

3.      3/ الأسس النظرية. فلا يصح ادعاء تجريب يتجاوز ويتفوق على ما هو سائد في غياب فرش نظري مؤسس.

فمساوكا شيكي(1) أسس للهايكو الحديث على قاعدة ( الشاسي Shasei) بعدما وجه نقدا قويا لماتسوو باشو وللمدرسة الكلاسيكية عموما والتي اتهمها بالغموض والتكلف، ووضع مصوغا وبناء نظريا لأسلوبه الواقعي الجديد متأثرا في ذلك بثقافة الغرب على إثر انفتاح اليابان على الخارج.

في وقتنا الحالي، يعمل بانيا ناستويشي (2) على وضع لبنات (مقالات، دراسات، ندوات...) نظرية لما يسميه "الهايكو المعاصر" كتصميم منه لتجديد الهايكو على أنقاض المدرسة التقليدية لباشو وأتباعه والثورة على الأسلوب الحداثي الذي جاء به شيكي والذي يعتبره ( في حوار لنا معه لم ينشر بعد) شاعرا متواضعا.

وفي هذا الصدد، أنتج بانيا وأتباع أسلوبه مئات النصوص بسمة تكاد تكون خاصة تكرس لمفهومه للهايكو المعاصر.

 

وعليه، كعرب علينا أن نكون متواضعين وأن نستفيد من تجارب الآخرين لكونهم سبقونا للهايكو بأشواط، وأن نقبل بالملاحظات البناءة لكتابة هايكو مقبول لغة وبنية أولا، قبل ادعاء التجريب أو التجديد أو الإقدام على تغيير أو محو اسم الهايكو ووضع آخر في مكانه دون أدنى مصوغ أو احترام للأصول و"براءة الاختراع"، لأن التجريب والتجديد ورش ضخم محفوف بمخاطر الفشل والادعاء والخصومات والجدال، كما يتطلب رؤيا فنية وإجرائية متكاملة تقتضي أدوات للهدم وأخرى لإعادة البناء.

_____

(1) ماساوكا شيكي ( 1867 -1902) شاعر وصحفي ياباني ولدَ في مدينةِ ماتسياما، كتب ما يناهز 2500 هايكو واعتبره النقاد أب الهايكو الحديث في اليابان.

(2) 1955، هايجن ومترجم وأكاديمي ياباني رئيس جمعية الهايكو العالمي ينظر لهايكو معاصر يركز على القضايا المعاصرة  وتشظي الإنسان في ظل التحولات الكبرى متجاوزا الكيغو التقليدي وميالا للغة وأسلوب به مجاز وتخيل وعاطفة . 


ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق