![]() |
محمد بنفارس- المغرب |
في البساطة
Yosa Buson
ليلة الصيف القصيرة
محل صغير مفتوح
(في) خارج المدينة
la courte nuit d'été
une petite boutique ouverte
en dehors de la ville
la corta noche del verano
una pequeña tienda abierta
a las fueras de la ciudad
الهايكو من تأليف الشاعر الياباني يوسا
بوسون (1716-1783). وهو الثالث ضمن المعلمين الأربعة: ماتسوو باشو، إيسا كوباياشي،
يوسا بوسون وماساوكا شيكي. وعرف عنه الابتعاد عن الأشكال التقليدية الصارمة لمدرسة
باشو بحكم تكوينه الفني، فنزع إلى كلاسيكية جديدة اعتمدت الأسلوب العادي البسيط لنقل
جوهر الأشياء بدل وصف الظاهر منها. وإليه يرجع الفضل في ابتكار الهايغا التي تجمع
الرسم والهايكو في لوحة فنية واحدة.
والهايكو الذي نحن بصدده يدخل في
إطار أسلوب بوسون الذي ينهل من البساطة الشديدة واللغة العادية في نقل الأشياء
العادية في الحياة اليومية. الهايكو يبدو واضحا والجملة عادية دون أدنى صنعة أو
تعقيد لغوي. غير أن النص لا يخلو من إثارة وغموض خفيف كما سنرى:
1)
محل (وغالبا
الوحيد حسب السياق) مفتوح في منتصف الليل، دون الاهتمام أو الإشارة لنشاطه:
هل يبيع الخضر والفواكه؟ أم الأكل الطازج؟
أو خمرة وساكورا؟ أو يعرض الجنس؟
2) خارج المدينة: ليس داخلها، لم يشر
لسبب من الأسباب، كون ذلك ليس مهما ولا يعنيه وليس من الهايكو في شيء.
3) أليس من المثير أن يكون محل صغير لايزال
فاتحا أبوابه في ضاحية خالية بأطراف المدينة؟
يلاحظ أن بوسون وفي لمدرسته في نقل
المشهد كما هو، دون التدخل في عرض أو شرح الأسباب والحيثيات. لأن همه هو رسم
الجوهر، أي تقريبا اللاشئ، وهو ما يعتبره روح الهايكو.
على أنه ليس من مهام الهايجن تفسير الأشياء
كما تبدو له ولا شرح الظواهر بربط الأسباب بالمسببات. مهمته نقل الأشياء والحدث
والتجربة كما تقع دون إضافات أو صباغة ذاتية أو تدخل من أي نوع.
عندما تكون البساطة مورد جمال وشعرية، يمكن القول أنه على الرغم من بساطة المشهد وبساطة الرسم وبساطة الأدوات
المعتمدة، فإن بوسون استطاع نقل قارئه إلى مناخ شعري فيه تفاعل وأسئلة وإثارة.