إعلان الرئيسية

الصفحة الرئيسية دعماً لكل مبادرة عربية جادّة في نشر ماهية الهايكو: ذ. نسيم سعداوي

دعماً لكل مبادرة عربية جادّة في نشر ماهية الهايكو: ذ. نسيم سعداوي

حجم الخط

نسيم سعداوي

 






هايكو العالم


على إثر صدور العدد الأول من مجلة» هايكو العالم «HW توصلنا بورقة بقلم أستاذ نسيم سعداوي تحمل انطباعا جميلا ودعما محمودا للتجربة وهي في نسختها الثانية بعد العدد التجريبي خريف 2024  https://www.haikuworld24.com/2024/11/2024_15.html . وإذ نشكر للأستاذ نسيم مواكبته وحضوره وإسناده للعمل الجاد، ننوه إلى أن ذلك يزيدنا عزما وتصميما على السير على نفس النهج والاستفادة من ملاحظات الصادقين والفاعلين ميدانيا، كما نشكر حضوره الفاعل في المجلة بالنصح والتوجيه الرفاقي وأيضا بالمادة الهايكوية المفيدة جدا ضمن محور "الهايكو والترجمة". كما تضمن العدد الورقة النقدية التي تفضل بها بخصوص العدد التجريبي، والتي استفدنا منها كثيرا ونحن نعد للعدد الحالي.

فشكرا مرة أخرى على الدعم والتشجيع والمساهمة في توجيه التجربة وإغنائها والعمل على تطوير موادها وإشعاعها واستمراريتها. وننوه بالمناسبة إلى أننا منفتحون على كل المقترحات والإسهامات والملاحظات البناءة الهادفة إلى الرقي بالمجلة شكلا ومضمونا.

__



ذ. نسيم سعداوي[1]

دعماً لكل مبادرة عربية جادّة في نشر ماهية الهايكو


كعادتنا، وانطلاقًا من تصورنا الراسخ حول أهمية دعم كل المبادرات العربية التي تسعى إلى نشر الهايكو بوجهه الحقيقي وعمقه الجمالي بالوطن العربي، نحتفي اليوم بولادة مشروعٍ جديدٍ في هذا المسار الأدبي الرفيع. إن أي جهدٍ يُبذل في سبيل ترسيخ هذا الفن في فضائنا الثقافي يستحق كل التشجيع، خاصةً عندما يكون مبنيًا على رؤية واضحة، ووعيٍ دقيقٍ بجوهر الهايكو، بعيدًا عن التشويه والخلط الذي قد يصيبه أحيانًا. ومن هنا، يأتي دعمنا لمجلة "هايكو العالم HW" هذا المنبر الذي يطمح لأن يكون صرحًا أدبيًا يسهم في إثراء المكتبة العربية بتجارب متنوعة في مجال الهايكو وترجماته ودراساته النقدية.


بفرحٍ غامر وترحيبٍ دافئ، نستقبل العدد الأول من هذه المجلة، التي تُعدُّ خطوةً جادة في سبيل خلق مساحة للحوار والتفاعل بين شعراء الهايكو في العالم العربي وخارجه. يبرز هذا العدد بتنوع محتواه، حيث نجد مقاربات متعددة للهايكو، سواء في قراءته النقدية أو ترجمته، وهو ما يعكس حرص القائمين على المجلة على تقديم رؤية شاملة لهذا الفن العابر للحدود.


الهايكو والترجمة: جسرٌ بين العوالم


من أبرز المحاور التي يتناولها هذا العدد، ملف "الهايكو والترجمة"، حيث نجد مجموعة من الأسماء اللامعة تتناول هذه الإشكالية من زوايا مختلفة. فالترجمة ليست مجرد نقلٍ لغوي، بل هي إعادة بناءٍ لشعورٍ لحظيٍ، وهو ما يجعل ترجمة الهايكو من أصعب التحديات الأدبية. من بانيا ناتسويشي إلى جوليا غوزمان، ومن عبد الرحيم بنسعيد إلى محمد بنفارس، نكتشف تجارب متعددة في محاولة نقل روح الهايكو بين اللغات، وهو ما يشكل إثراءً حقيقياً للقارئ العربي.


في هذا السياق، يشرفني أن تكون مقالتي "فهم الشعر الياباني الثلاثي: من التاريخ إلى الترجمة" جزءًا من هذا العدد الأول، وهي دراسة نقدية تسلط الضوء على المسار التاريخي الذي مر به هذا الشكل الشعري، منذ جذوره الأولى في الهوكو، ومروره بمرحلة الهايكاي التي أدخلت روح الدعابة والتحرر، وصولًا إلى الهايكو الحديث، الذي كرّسه ماساوكا شيكي كفن مستقل. كما يناقش المقال المبادئ الجمالية والفلسفية التي تحكم هذا النوع من الشعر، مثل الوابي-سابي، ومفهوم “ما”، قبل التطرق إلى قضية الترجمة، وما يطرحه هذا الفن من تحديات في نقله إلى اللغات الأخرى دون فقدان روحه أو إخضاعه لقواعد لا تنتمي إليه. إن الهدف من هذه الدراسة هو تقديم رؤية متكاملة تساعد على وضع نهج سليم لترجمة الهايكو الياباني إلى العربية، بما يحفظ طبيعته الأصلية، ويجنبه التشويه الذي قد يسببه نقلٌ غير دقيق أو إخضاعه لأنماط شعرية أخرى.


شكرٌ خاص وتقديرٌ مستحق


كل الشكر والتقدير لمؤسسها ومديرها الأستاذ محمد بنفارس، الذي أطلق هذا المشروع الطموح برؤيةٍ ثاقبة وإيمانٍ صادق بقدرة الكلمة الموجزة على خلق دهشةٍ تتجاوز الحواجز اللغوية والجغرافية. جهود تنير درب الهايكو الناطق بالعربية، وتفتح المجال أمام أجيالٍ من الشعراء والباحثين لاستكشاف هذا العالم الفريد.


كما أخص بالشكر هيئة تحرير المجلة التي عملت على إخراج هذا العدد بهذه الحلة المتميزة، والتي أتاحت لي فرصة نشر مقالتي ضمن هذا السياق المعرفي الغني. نبارك لكم هذا الإنجاز ونتمنى لمجلة “هايكو العالم” الاستمرار في التألق، وأن تكون مرجعًا أساسيًا لعشاق هذا الفن الأدبي. مبروك لكم، ونتطلع إلى مزيدٍ من الإصدارات التي تثري الساحة الأدبية.

هنيئا لأهل الهايكو.



[1] هايجن وناقد وباحث في الهايكو من تونس


ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق