إعلان الرئيسية

الصفحة الرئيسية العدد التجريبي هايكو العالم H W/ نسيم سعداوي

العدد التجريبي هايكو العالم H W/ نسيم سعداوي

حجم الخط


نسيم سعداوي/ تونس



مجلة هايكو العالم H W

أصداء العدد التجريبي




 

هايكو العالم:

ونحن بصدد العمل على العدد المقبل (هايكو الشتاء) 2025 من مجلة هايكو العالم H W، وصلتنا ورقة نقدية بقلم الأستاذ نسيم سعداوي من تونس. وإذ نشكر للأستاذ نسيم سعداوي حسن صنيعه بتخصيص وقت واهتمام كبيرين لقراءة المجلة في عددها التجريبي وتقييمها شكلا وموضوعا، ننشر الورقة كما توصلنا بها.

للاطلاع على العدد التجريبي من هنا:

https://www.haikuworld24.com/

__

عنوان الورقة:        ورقة نقدية حول العدد الأول من مجلة "هايكو العالم HW"


بقلم ذ. نسيم سعداوي[1]


إضافة نوعية للمشهد الأدبي العربي والعالمي


مجلة “هايكو العالم HW "تشكل إضافة نوعية للمشهد الأدبي العربي والعالمي، مكرسةً لتسليط الضوء على شعر الهايكو بوصفه نمطًا شعريًا متجددًا وعريقًا. العدد الأول (العدد صفر) لخريف 2024 يضع الأسس لهذا المشروع الطموح الذي يهدف إلى المزج بين الإرث الشعري الياباني وفلسفة الهايكو العالمية من جهة، والرؤية الإبداعية المحلية من جهة أخرى. أدناه قراءة نقدية تسلط الضوء على أهم نقاط القوة والجوانب التي يمكن تطويرها.


الافتتاحية تُظهر رؤية طموحة واضحة

نقاط القوة:

1.     التنوع اللغوي والثقافي:

إصدار المجلة بخمس لغات (العربية، الفرنسية، الإسبانية، الإنجليزية، والإيطالية) يعزز طابعها العالمي، ويوسع من قاعدة قرائها. هذا الانفتاح يتيح تفاعلًا حيويًا بين شعراء ومترجمي الهايكو من خلفيات مختلفة، مما يثري تجربة القراء.

2.     هيكلة مدروسة:

المجلة تُقدم أقسامًا متنوعة تغطي الجوانب المختلفة من شعر الهايكو، كالمقاربات النقدية، الترجمات، والنظريات المرتبطة بالشعرية. هذا التنوع يجعل المجلة مرجعًا شاملًا للباحثين والمهتمين.

3.     افتتاحية غنية بالرؤية:

الافتتاحية تُظهر رؤية طموحة واضحة، تهدف إلى تعزيز مكانة الهايكو كفن شعري جديد ومختلف. لغتها الأدبية المتميزة تعكس التزامًا فلسفيًا يعزز الهايكو كأداة للتأمل والسلام.

4.     التخصص في شعرية المواسم:

اختيار “هايكو الخريف” كموضوع العدد الأول يُبرز اهتمام المجلة بالتقاليد الموسمية للهايكو الياباني، مما يضفي على المجلة أصالة مع انفتاحها على التجديد.

5.     الإهداء إلى بريندون كينت :

تخصيص العدد الأول لروح الشاعر والمترجم بريندون كينت يُضفي لمسة إنسانية على المشروع، ويعكس الامتنان للأصوات التي ساهمت في ترسيخ شعر الهايكو عالميًا.


منصة جاذبة للتجديد والإبداع

6.     الانفتاح على الحداثة:

معالجة موضوعات مثل “الهايكو المينيمالي” و”الهايكو اليومي” تُبرز اهتمام المجلة بمواكبة تطورات هذا النمط الشعري، مما يجعلها منصة جاذبة للتجديد والإبداع.


نقاط قد تحتاج إلى تحسين:

1.     غياب الهوية البصرية:

لم يتم إبراز أي جانب بصري أو تصميمي في العدد، وهو أمر ضروري لمجلة أدبية تُعنى بفن شعري يتسم بالبصريات والبساطة. تصميم متناسق يعكس روح الهايكو سيساهم في تعزيز تجربة القارئ.

2.     الطابع الأكاديمي المفرط:

يبدو أن بعض أقسام المجلة تميل إلى الطرح الأكاديمي المكثف، مثل “الدينامية والإضمار” أو “شعرية المناخات المشهدية”. قد يكون هذا الأسلوب ثقيلًا على القارئ العام أو الشعراء الناشئين، مما يستدعي موازنة بين التحليل الأكاديمي والجاذبية الأدبية.

3.     إبراز الأصوات العربية:

رغم حضور بعض الشعراء والنقاد العرب، إلا أن العدد لا يُبرز بما يكفي مساهمات عربية مؤثرة في الهايكو. يجب تكريس مساحة أكبر للإنتاج العربي لإبراز هوية المجلة في السياق المحلي.

4.     الإفراط في الترجمة:

بالرغم من أهمية النصوص المترجمة لإثراء التنوع، إلا أن غلبة الأسماء الأجنبية تُقلل من مساحة الإبداع العربي. تحقيق التوازن بين النصوص المترجمة والمكتوبة بالعربية سيكون خطوة مهمة.

5.     تجربة الهايكو المباشرة:

تركز المجلة على التحليل والنظريات، لكنها لا تتيح مساحة للقارئ ليعيش تجربة الهايكو نفسه من خلال نصوص مختارة ومباشرة يقدمها الهايجن بأنفسهم عن رؤيتهم وظروف تكوّن نصهم.


توصيات:

1.     إضافة هوية بصرية:

إدراج تصاميم ورسوم مستوحاة من الطبيعة أو الثقافة اليابانية سيساهم في تعزيز الطابع الجمالي للمجلة ويعكس فلسفة الهايكو.

2.     تعزيز الإنتاج العربي:

تخصيص أقسام أكبر للهايكو العربي، سواء من خلال نصوص أو مقالات نقدية، يرسخ دور المجلة كجسر بين الثقافتين العربية والعالمية.

3.     التوازن بين البساطة والعمق:

تقديم مقالات قصيرة وبسيطة بجانب الدراسات الأكاديمية سيساعد في الوصول إلى شريحة أوسع من القراء.

4.     تشجيع التفاعل مع الجمهور:

يمكن تخصيص قسم لنشر مشاركات القراء أو تنظيم مسابقة هايكو موسمية لتحفيز التفاعل والإبداع.

5.     إفراد مساحة للنقد العربي:

تخصيص ركن للتنظير النقدي المحلي لتطوير ثقافة نقدية عربية متخصصة بالهايكو، تعزز الهوية الشعرية المحلية.


مجلة "هايكو العالم HW " منارة للمبدعين ومحبي الجمال

الختام:

مجلة "هايكو العالم HW " مبادرة مميزة في حقل الشعر العربي والعالمي، إذ تفتح نافذة جديدة لتأمل القيم الجمالية والطبيعية والإنسانية من خلال فن الهايكو. ومع ذلك، تحتاج المجلة إلى تحقيق توازن بين طابعها الأكاديمي والانفتاح على شريحة أوسع من القراء، وكذلك بين الإبداع المحلي والانفتاح العالمي. إذا تمكنت من ذلك، فإنها قد تتحول إلى مرجع رئيسي في أدب الهايكو.

الحضور البارز لشخصية الأستاذ محمد بنفارس يمنح المجلة قوة وتماسكًا، باعتباره قائد المشروع وركيزته الفكرية. ومع ذلك، فإن تعزيز فريق تحريري متنوع يُساعد على إبراز الأصوات المختلفة وإثراء المجلة بالتعددية.


منصة رائدة

وفي الختام، نتوجه بخالص الشكر للأستاذ محمد بنفارس على جهوده المميزة في إحياء روح الهايكو عبر هذه المنصة الرائدة. لقد نجح في تقديم تجربة شعرية تجمع بين الأصالة والابتكار، وبين الرؤية المحلية والعالمية.

نرجو لهذا المشروع دوام النجاح، وأن تظل مجلة “هايكو العالم HW " منارة للمبدعين ومحبي الجمال، محليًا وعالميًا وتحضير الكفاءات لتصبح قريبا مجلة ورقية.



[1] هايجن وباحث في الهايكو- تونس


ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق