إعلان الرئيسية

الصفحة الرئيسية الهايكو العربي: أسلوب التعجب؟/ م. بنفارس

الهايكو العربي: أسلوب التعجب؟/ م. بنفارس

حجم الخط


محمد بنفارس- المغرب





 الهايكو العربي وأسلوب التعجب

المدخل السهل


هايكو العالم H W : محمد بنفارس


التعجب أسلوب له أركانه وقواعده في اللغة. ويوظفه المتكلم للتعبيرعن عواطف قوية ومشاعرمثيرة: دهشة، افتتان، انفعال، غضب، فرح، حزن... غير أن يركن كاتب هايكو لهذا الأسلوب مسألة تحتاج لوقفة لطرح السؤال ومحاولة الفهم. وأسلوب التعجب له أدوات وصيغ مختلفة. ما يهمنا هنا هو التعجب بالياء.

في هذا السياق، يلاحظ أن ياء التعجب وردت في ترجمات عربية كثيرة لنصوص هايكو يابانية. قد يكون لمثل هذا التعجب ما يبرره في النص الياباني وربما في الثقافة والشعرية اليابانيتين. غير أن ورودها في نصوص "إبداعية" عربية بات أمرا لافتا بل مقلقا. بحيث تبدو تلك النصوص، من وجهة نظر شخصية، خالية من الشعرية والصدقية. بل تتمظهر كصنعة "مصطنعة" لاستدرار عطف أو لفت انتباه أو الحث على مشاعر التعجب والإبهار في نص لا يحتمل تعجبا ولا يحمل إبهارا.

وفي حدود ما أعرف، لا توجد نصوص فارقة في الشعر العربي اعتمدت على الياء التعجبية. ما يعني أن اللجوء إلى الياء التعجبية الصريحة التفاف على صعوبة الصياغة لإنتاج نص بأقل تكلفة: شعرية" ممكنة. كما لا توجد، في حدود علمي، الجملة التعجبية في الهايكو المكتوب بلغات أخرى كالفرنسية والانجليزية والاسبانية والإيطالية.

بعض نصوص الهايكو الياباني بأسلوب التعجب بناء على ترجمة محمد عضيمة للشاعر إيسا كوباياشي1:

عند الظهيرة 

يحل اليوم الأول من العام الجديد

يا للصومعة!

-

ليس له راس سنة

كالآخرين

يا لهذا الفوضوي... 

-

في اليوم الثاني 

من رأس السنة

يا لتجاعيد اليدين

-

يا لبداية الربيع...

كما تفضل

عبر آلاف السنين

-

يا لأوجِ النَّهار …
لا صوت للنَّهرِ
حين تُغرِّدُ العصَافير.


من جانب آخر، ينبغي التأكيد على أن التصريح بالشعور في الهايكو يضعف من فاعلية/ شعرية النص التأثيرية على الوجدان، بحيث مكمن الشعوري في الهايكو ينبغي أن يكون في طيات ومفاصل النص الدفينة وليس في عنوانه الظاهر. ما يفيد أن التصريح به لا يترك مجالا لتفاعل المتلقي. على سبيل المثال، ما شعرية أن نتعجب على هذا المنوال الساذج: يا للقمر، يا للطفل، يا للمطر، يا للعصفور، يا للفزاعة، يا للضفدعة، يا لريش الحمام، يا للقط الصغير، يا لبرودة الشتاء، يا للحزن، يا للريح... إن افتعال التعجب على هذا النحو هو مقدمة لافتعال شعرية في نص بدون مشهد حقيقي ويعول على الصفع اللغوي.

إن إغراق الهايكو "العربي" بجملة التعجب ما هو إلا محاولة لإضفاء شرعية هايكوية (من باب تقليد النصوص المترجمة عن اليابانية) على نص فارغ من أي وجدان. وإنه لمن صعوبات فنية الهايكو تمرير تأثير شعوري أو وجداني دون ذكره بالاسم ومن غير الإشارة إليه بأداة من أدوات التعجب. ما يعني، بعبارة أخرى، أن إعمال التعجب كأسلوب هو تعكيز على أثر اللغة بالدرجة الأولى لإنتاج هايكو يفتقد لمقومات الإسم.

___ 

1) إيسا كوباياشي - بريد الهايكو الياباني، ترجمة وتقديم: محمد عضيمة، دار التكوين/ سوريا 2019

 


تعليقان (2)
إرسال تعليق
  1. أخي محمد ترجمتي لحروف القطع الياباني بياء قد تكون للتعجب أحيانا وأحيانا للتنبيه وأحيانا كثيرة تجاوزت الموضوع. أحيانا أفهمها للتعجب، وأحيانا للتنبيه، وأحيانا مجرد صوت. لم يكن سهلا الوصول إلى قرار حاسم حول هذه النقطة. لحروف القطع جمالية إيقاعية لم أشأ تجاوزها كما تفعل الترجمات الأجنبية الأخرى، لذلك حاولت بقدر الإمكان نقلها/تعريبها بهذه الياء. وياؤنا العربية مرصودة للتعجب أو النداء وليس لغيرهما، وبودي لو تكتسب مع الزمن وداخل الهايكو العربي بعض معاني القطع أو التنبيه، وهذا لن يكون جديدا على تاريخ الانزياح الدلالي لبعض المفردات أو الأدوات/بمحبة

    ردحذف
  2. ياء التعجب تفيد الانبهار او التضخيم والتهويل ...الخ علي ما يبدو من هذه النصوص التعبير ان ياء التعجب زائدة فاذاحذفت لن تتغير المعتي. يؤدي التص معناه

    ردحذف