دة. بشرى البستاني* |
يجب أن يكون الدارس/ المحلل نقديا عارفا
بمجمل علوم اللغة: نحوا وصرفا وبلاغة وإيقاعاً
وبدون ذلك تسقط العملية النقدية بمجملها
خطوات في
تحليل الهايكو نقديا
لتحليل أي نص من النصوص الأدبية ومنها الهايكو يمكن
للباحث اتباع طرائق متعددة تختلف حسب أهدافها المعرفية فمن هذه الأهداف ما هو
سيميائي أو جمالي أو وصفي وغير ذلك حسب المطلوب من التحليل الذي يختلف من ناقد
لآخر ويمكن اختصار الأمر كالآتي:
أولا:
وقبل كل الخطوات يجب أن يكون الدارس/ المحلل
نقديا عارفا بمجمل علوم اللغة التي يحتاجها التحليل نحوا وصرفا وبلاغة وايقاعاً
وبدون ذلك تسقط العملية النقدية بمجملها لأن النص حينها لن يكون ذا لغة سليمة ولا
يصلح لكونه جنساً أدبياً.
ثانياً:
تناول العنوان (ان كان الهايكو معنونا) فالعنوان
ثريا النص ويعد المجس الأول للدخول الى المتن المدروس ويطلق عليه العتبة فهو يتوسط
بين القارئ والنص المدروس، ويعد نصاً مصغراً لأنه يعمل على الوشاية بمكنونات النص الأصلي
عبر تيارات دلالية هابطة منه مرة وصاعدة إليه من النص الأصلي أخرى، وفي كتابة
الهايكو لا يعد العنوان واجباً بل اختياريا حسب رأي الهايكست.
ثالثا:
قراءة الهايكو قراءات عدة تعدّ كشفية فاحصة لفحص
اللغة من حيث هيمنة الأفعال أو الأسماء وانفتاح النص على الفنون الأخرى والأجناس
كالتشكيل والفولوكلور والتلوين الايقاعي بالتكرار والتوازي وغيرها.
رابعا:
محاولة الكشف عن طبيعة لغة النص والمهيمنات
السائدة فيها: الأفعال الحركية، الأسماء، طبيعة الصيغ، طرائق تشكيل ديكورات اللغة،
التكرار وغير ذلك من الظواهر اللغوية التي تهيمن على النص.
خامسا:
الهايكو فن لغوي ذو خصائص خاصة به كأي فن لغوي
آخر، وهو ليس شعرا، فاللشعر خصائص تميزه هو الآخر عن مجمل الفنون اللغوية، إنه
هايكو ولد في اليابان ثم انتقل للبلدان الأخرى أوربية وصينية وعربية، ولولا احتواؤه
على سمات تلامس الحاجة الإنسانية لما انتشر بهذه السعة والحيوية، ففيالمثاقفة
تتحاورالفنون ولا يلغي بعضها بعضاً، ومخطئ من يظن أن الهايكو يتسم ببساطة متناهية
وعفوية تلامس ظاهر الوعي وسطح اللغة ولو كان كذلك لخرج من حقل الأدب، بل إن بعض
نصوصه يسمو لمستوى التأويل، وأحيل على نصوص المبدع محمد الأسعد الذي لم نوفه حقه
الإبداعي بما يستحق ليعرف شبابنا جهده الإبداعي في الهايكو والشعر والنقد والرواية، وسنعمل بإذن الله على استكمال هذه الملاحظات كلما حانت فرصة قادمة ...
والله
الموفق..
*أكاديمية وناقدة وشاعرة- العراق